حصري
تصوير حرصي يظهر تكدس ضخم في المعدات الطبية الوقائية في الصين
تظهر المقاطع التي حصلت عليها وحدة تحقيقات الجزيرة الشاحنات وهي تنتظر والتجهيزات الطبية تتكدس داخل المستودعات في مطار شنغهاي.
1 مايو 2020
حصلت وحدة التحقيقات في شبكة الجزيرة على فيديو حصري يكشف عن وجود تكدس ضخم للبضائع في أكبر مركز تصدير صيني مما يعرقل تدفق المعدات الطبية المطلوبة بإلحاح لحماية مئات الآلاف من العاملين في القطاع الصحي بينما يقومون بمكافحة وباء فيروس كورونا.
أحد الفيديوهات، والذي صور في التاسع عشر من إبريل / نيسان، تظهر فيه الشاحنات محملة بالبضائع في مطار شنغهاي بادونغ، أكثر مراكز شحن البضائع انشغالاً في الصين بانتظار تفريغ حمولتها عند الجمارك. تظهر فيديوهات أخرى مشاهد من الفوضى العارمة في مرافق المطار حيث تتراكم مئات الصناديق، بما في ذلك صناديق المواد الطبية، داخل المخازن.
تنتج الصين تقريباً نصف احتياجات العالم من المعدات الطبية الوقائية وأكبر زبائنها الولايات المتحدة وأوروبا.
أحد الخبراء الدوليين في مجال اللوجستيات، والذي قضى شهوراً يسعى لشراء وتصدير الكمامات الطبية وأجهزة التنفس الصناعي والملابس الواقية لصالح العديد من الحكومات، وصف الوضع بأنه أشبه بالمذبحة.
وفي تصريح لوحدة التحقيقات في شبكة الجزيرة، قال وكيل الشحن الغربي، مشترطاً عدم الإفصاح عن هويته خشية أن يكون لذلك تداعيات على موظفيه الصينيين:
"مستوى البيروقراطية الذي نواجهه في كل زاوية تقريباً مرعب. تمكنا من الحصول على نوعيات ذات كفاءة عالية من الملابس الواقية، ولكن الصعوبة تكمن في إخراجها من الصين وإيصالها إلى البلد الذي يحتاجها."
هذا التكدس الهائل في الصادرات داخل أكثر مطارات الصين انشغالاً إنما هو ناجم عن "العاصفة المثالية" من الأحداث التي سببت اختناقاً في منظومة الشحن التجاري وكذلك عن القيود الصارمة التي فرضتها الصين على الصادرات كرد على الضغوط الدولية التي تمارس لاستبعاد الأجهزة التي لا تفي بالمعايير، وعن الطلب الهائل على الملابس الوقائية والنقص الحاد في طائرات الشحن.
لم يلم خبير اللوجستيات المسؤولين الصينيين على تشديد القيود وإنما أعرب عن قلقه إزاء الأثر المترتب على ذلك، قائلاً: "يقومون بشكل يومي تقريباً بفرض معايير جديدة ينبغي أن يلتزم بها المصدرون، ولذلك لا تنفك تواجه تغييراً في المواعيد. تكون على وشك تحميل بضاعتك على الطائرة – ثم تصدر عن الحكومة الصينية تعليمات جديدة تماماً مفادها أننا الآن بحاجة إلى تلك الأختام وتلك الأوراق من أجل السماح بتصدير ذلك النوع من الملابس الواقية."
أما الحكومة الصينية فقالت للجزيرة: "علب اختبارات كوفيد 19، والكمامات، والملابس الواقية، وأجهزة التنفس الصناعي، وأجهزة قياس الحرارة بالأشعة تحت الحمراء كلها مسموح تصديرها شريطة أن تكون مطابقة إما للمعايير الصينية أو لمعايير إدارة الطعام والعقاقير الأمريكية."
بات الوضع في غاية الخطورة لدرجة أن وزارة الخارجية الأمريكية دعت الصين هذا الشهر إلى تخفيف قيودها الجديدة الخاصة بالتحكم بالجودة من أجل المساعدة في إنهاء حالة التكدس الحاصلة في مراكز التصدير.
بينما تتصاعد أسعار الكمامات والملابس الطبية كذلك ترتفع تكاليف الشحن الجوي، والتي قال عنها خبير المشتريات هذا في تصريحه للجزيرة إنها زادت 12 ضعفاً منذ بداية تفشي الوباء.
في بعض الحالات، كان لابد من أن تنتظر شحنة الملابس الواقية خلف جبل من البضائع الاستهلاكية العادية مثل أجهزة التلفزيون وأجهزة الكومبيوتر والملابس التي ما لبثت محشورة في الصين منذ شهر يناير / كانون الثاني عندما بدأت البلاد في وقف السفر والتصدير. لا يبدو حتى هذه اللحظة أنه توجد سياسة تقضي بإعطاء الأولوية للمواد الطبية الملحة، كما صرح للجزيرة.
هناك مشكلة إضافية تواجه فرق الشراء في المستشفيات الدولية إذ يبذلون كل ما في وسعهم لشراء الكمامات والأرواب الجراحية والقفازات وعلب اختبارات كوفيد 19، وهي أنهم يجدون أنفسهم في منافسة مع رجال أعمال يعرضون ملايين الدولارات لشراء كافة ما تنتجه مصانع الصين من الملابس الواقية من أجل جني الأرباح من أسعارها المتصاعدة.