حصري
تم تصوير المتلاعبين بالمباريات على بعد أمتار فقط من اللاعبين الدوليين
بينما لا يقصد من ذلك القول إن الرياضيين أنفسهم ضالعون في الغش الذي يمارس في الكريكيت، إلا أن الصور تبين ضلوع المتلاعبين بالمباريات في ذلك.
29 مايو 2018
تظهر الصورة أعلاه أحد المتلاعبين بالمباريات في وثائقي الجزيرة حول الفساد في الكريكيت يقف على بعد أمتار فقط من اثنين من اللاعبين الدوليين في الفريق الإنجليزي.
أنيل منور، الذي يزعم أنه متلاعب بالمباريات من مومباي، يحوم قريباً من غريم سوان، الذي يلبس قميصاً لونه فاتح، وتيم برينسان، في ردهة أحد فنادق سريلانكا.
بالتأكيد لا يقصد من ذلك القول إن أياً من اللاعبين ارتكب محظوراً أو أن أياً منهما كانت له أي علاقة بمنور أو كان يعرف من هو، سواء حينها أو فيما بعد. ولا يقصد كذلك القول إن أياً من اللاعبين كان ضالعاً في أي شكل من أشكال التلاعب بالمباريات أو غير ذلك من سوء السلوك.
إلا أن الصورة تبين إلى أي مدى كان المتلاعبون بالمباريات يسعون للوصول إلى أماكن يمكنهم فيها الاقتراب من اللاعبين الدوليين.
التقطت الصورة في فندق سينامون غراند في كولومبو أثناء بطولة كأس العالم العشرين في عام 2012.
إن حضور منور، الذي تعرفت عليه مصادر المخابرات الهندية كونه يعمل لصالح المنظمة الإجرامية التي تعرف باسم "الشركة د"، يثير تساؤلات حول دوره في البطولة.
حصلت الجزيرة على صورة ثانية، هي المنشورة أعلاه، لمنور في ردهة فندق في كولومبو أثناء بطولة عام 2012.
في ذلك الوقت كان يجلس قريباً من كابتن فريق جزر الهند الغربية دارين سامي. ومرة أخرى لا يقصد هنا القول إن سامي كان ضالعاً في أي تجاوزات أو أنه كانت له أي علاقة بمنور.
ولكن، تارة أخرى، في هذه الصورة دليل صارخ على قدرة المتلاعبين بالمباريات على الوصول إلى أماكن يعرفون أنهم سيعثرون فيها على اللاعبين الدوليين.
متلاعب بالمباريات متمرس
تصف مصادر المخابرات الهندية منور بأنه يحتل موقعاً وسيطاً في قسم التلاعب بالمباريات داخل الشركة دال التي تهيمن على معظم سوق المراهنات الضخم وغير الشرعي في الهند، والذي تقدر قيمته بما لا يقل عن 60 مليار دولار أمريكي سنوياً.
في البرنامج الوثائقي، يقول منور إن شركته تتلاعب بما نسبته ستين إلى سبعين بالمائة من المباريات وأنه شارك في التلاعب بالمباريات منذ ست أو سبع سنين.
في لقاءات سجلت مؤخراً، يقول مخاطباً المراسل المتخفي، والذي يتظاهر بأنه رجل أعمال ثري، إننا بإمكاننا أن نجني كميات ضخمة من المال إذا ما راهنا على ما يقدمه من معلومات، وأنه لن يتقاضى أجره إلا بعد أن يتم إنجاز التلاعب.
يقول منور إن شركته تدفع ما يقرب من مليون دولار أمريكي لضمان قيام اللاعبين في كبريات المباريات الدولية بتنفيذ المطلوب منهم حتى يتم التلاعب.
ويقول إن بعض اللاعبين يتم التواصل معهم بشكل مباشر بينما يتم التواصل مع آخرين عبر وسطاء أو من خلال مسؤول في الكريكيت.
ويضيف: "نحن لا نقرر ثمن اللاعب، بل فقط نعطي كمية متعارف عليها عالمياً للرجل، أياً كان ذلك الرجل. يبقون بعضه لأنفسهم ثم يقررون كم سيوزعون على من."
يكشف الوثائقي عن تنفيذ تلاعبين في مباراة الهند ضد إنجلترا في شيناي في ديسمبر / كانون الأول من عام 2016، وفي مباراة الهند ضد أستراليا في رانشي في شهر مارس من العام الماضي.
كلا التلاعبين اللذين أخبرنا عنهما منور – ويتعلقان بكم جولة سيتم تحقيقها خلال جزء صغير من المباراة – حصلا بالضبط كما أخبرنا بأنهما سيحصلان.
وقال إن شركته رشت لاعبين في كل فريق وطني وقامت بالتلاعب بشكل أساسي بالمباريات الدولية، بما في ذلك الاختبارات، في أعلى مستويات اللعبة.
ولكنهم أيضاً تلاعبوا بمباريات أخرى، بما في ذلك بطولة العشرين المتنامية بسرعة والمربحة، كما قال.
وادعى أن الشركة لديها ما بين عشرين إلى خمسة وعشرين زبوناً "من الكبار جداً" الذين يجنون ما يصل إلى 1.5 مليون دولار أمريكي من كل مباراة لكل فريق، وذلك من المراهنة بناء على تلاعبه.
ويقول منور إنه لا يعبأ بالمحققين الذين يكافحون الفساد في رياضة الكريكيت. ويقول: "في بعض الأوقات تطرأ مشاكل صغيرة ولكننا نعالجها... في الواقع، إذا كان لديك المال فبإمكانك أن تفعل أي شيء."
ويقول فيما بعد: "لدى الشركة معارف واتصالات وبإمكانها أن تتعامل مع مثل هذه الأمور، مع مثل تلك المشاكل."
يقول مجلس الكريكيت الدولي، الكيان الذي يشرف على اللعبة عالمياً، إنه يأخذ النتائج التي توصلت إليها الجزيرة على محمل الجد وقد فتح تحقيقاً في الأمر.
لاعبو إنجلترا وأستراليا
كشف منور عن أسماء عدد قليل من اللاعبين في إنجلترا وأستراليا الذين قال إنهم ضالعون في التلاعب.
وقال في البرنامج الوثائقي: "اسمع، لو لم يكن هناك ترتيب، للعبوا بالطريقة التي يريدون، صحيح؟ ولكن عندما يكون الترتيب قد حصل، فإنهم يلعبون بالطريقة التي نريدها نحن."
لن تكشف الجزيرة عن أسماء اللاعبين في هذا الوقت لأسباب قانونية، ولكنها سوف تمرر الدليل إلى السلطات المعنية في الوقت المناسب.
نفى لاعبو إنجلترا تلك المزاعم نفياً قاطعاً. أما اللاعبون الأستراليون فاستنكفوا عن الرد على مطالباتنا لهم بالتعليق، ولكن هيئة الكريكيت الأسترالية قالت إنها ليست على دراية بوجود أي دليل ذي مصداقية يثبت ضلوع لاعبيها في التلاعب بنتائج المباريات.
لا يوجد أي دليل يفيد بأن أي لاعبين آخرين من هذه الفرق كانوا ضالعين أو على علم بما يجري من تلاعب في نتائج المباريات.
عندما كشفنا عن هويتنا الحقيقية لمنور رفض التعليق وغادر الغرفة قائلاً: "توقفوا، رجاءً."
ومنذ ذلك الحين وهو يرفض الرد على مطالباتنا له بالتعليق.