حصري
كبار لاعبي الكريكيت ضالعون بالتلاعب بنتائج المسبقة للمباريات
تحقيق للجزيرة يكشف عن أن لاعبي كريكيت من إنجلترا وأستراليا والباكستان ضالعون في ممارسة التلاعب بنتائج المباريات على نطاق واسع.
18 أكتوبر 2018
تكشف وحدة تحقيقات الجزيرة عن أدلة تثبت وجود فساد على أعلى المستويات في رياضة الكريكيت الدولية.
يبدو أن الأمر يتعلق بعشرات الترتيبات المسبقة للنتائج في خمس عشرة مباراة دولية.
يشير الدليل الذي يعود إلى العامين 2011 و2012، إلى مجموعة صغيرة من لاعبي الفريق الإنجليزي يزعم أنهم قاموا بالتلاعب بنتائج المباريات في سبع مباريات، بينما يتهم لاعبو فريق أستراليا بالتلاعب بنتائج خمس مباريات، ولاعبو باكستان بالتلاعب بنتائج ثلاثة مباريات، بينما يقوم لاعبون من فرق أخرى بالتلاعب بنتائج مباراة واحدة على الأقل. ويبدو من الأدلة المتاحة أنه في بعض الحالات، أن الفريقين شاركا معاً في التلاعب بنتائج المباراة.
الترتيبات الجزئية تؤثر فقط على جزء ضئيل من المباراة ولا تحدد النتيجة الكلية.
حصلت الجزيرة على تسجيلات هاتفية يتصل فيها أحد المتلاعبين في نتائج المباريات مع مراهن هندي ردئ السمعة له ارتباط بالجريمة المنظمة، ولم يكن يدري أن تسجيلات المكالمات الهاتفية قد تم تسريبها.
والمباريات التي تم التلاعب بنتائجها تشتمل على مباراة إنجلترا ضد الهند في ملعب لوردز للكريكيت، ومباراة جنوب أفريقيا ضد أستراليا في كيب تاون والعديد من المباريات ضمن السلسلة التي واجهت فيها إنجلترا الباكستان داخل الإمارات العربية المتحدة.
تشير الملفات إلى أن عمليات التلاعب بنتائج المباريات كانت في العادة تتم من خلال ضارب الكرة الذي يوافق على أن يلعب بشكل سيء. كان بعض أشهر اللاعبين هم من يضربون الكرة في المباريات التي يزعم أن الترتيب المسبق نالها.
ويبدو أن الكثير من المباريات كانت تجري فيها ترتيبات متعددة، بما مجموعه 26 ترتيباً في 15 مباراة.
وكانت الجزيرة قد فضحت متلاعب بنتائج المباريات أنيل منور في برنامجها الوثائقي بعنوان "المتلاعبون بنتائج مباريات الكريكيت"، والذي صدم المجتمع الرياضي في مايو / أيار 2018.
يتخذ منور من مومباي مقراً له ولكنه يقضي كثيراً من الوقت في دبي. في الفيلم الثاني في نفس الموضوع بعنوان " المتلاعبون بنتائج مباريات الكريكيت: ملفات منور" نكشف أنه يقوم بإفساد لعبة الكريكيت العالمية منذ عام 2010.
تشتمل المباريات على ست مباريات اختبار وست مباريات دولية ليوم واحد وثلاث مباريات ضمن دورة كأس العالم T20.
كما اكتشفت الجزيرة أن مجلس الكريكيت الدولي، الكيان الذي يشرف على هذه الرياضة، كان يعلم منذ ثمانية أعوام عن منور.
إلا أن مجلس الكريكيت الدولي لم يصدر مناشدة عالمية لإيجاد منور إلا بعد أن أبلغتهم الجزيرة بأنها كانت تعد لبث هذا الوثائقي.
خمسة وعشرون من بين ستة وعشرين تنبؤاً خرج بها منور ثبت أنها دقيقة.
تقول مؤسسة مقرها لندن متخصصة في تحليل نتائج المراهنات في عالم الرياضة إن احتمالات أن يصيب منور في خمسة وعشرين من تنبؤاته الستة والعشرين دون ترتيب مسبق لنتائج المباريات هو 9.2 مليون إلى واحد.
يستخدم منور في التسجيلات نفس الأساليب ونفس اللغة التي استخدمها أثناء تحقيقنا السري في عامي 2016 و2017، عندما أعطى مقدماً تفاصيل ترتيبات مزعومة لتحديد نتائج مباراتي اختبار اثنتين في الهند.
كانت تنبؤاته صائبة في الحالتين.
الترتيب اللحظي لنتائج المباريات
كما يشتمل ملفنا على صور لمنور وشركاه وهم يحومون حول اللاعبين الدوليين ويتحدثون معهم أثناء دوري كأس العالم في سريلانكا في عام 2012.
لا يقصد من هذا الكلام أن أياً من هؤلاء اللاعبين كان ضالعاً في عملية تلاعب بنتائج المباريات.
من بين اللاعبين الذين شوهد مرتب النتائج قريباً منه فيرات كوهلي، والذي غدا الآن كابتن الفريق الهندي ويعتبر على نطاق واسع أفضل لاعب كريكيت في العالم.
يظهر في صور أخرى عمر أكمل، وهو لاعب باكستاني، وهو يستلم كيساً وينظر فيه يزعم أنه استلمه من أحد شركاء منور، رغم أن الصور لا تبين ما إذا كان أكمل قد غادر والكيس في حوزته.
من الذين ظهروا أيضاً في الصور آندي بيتشيل، مدرب الفريق الأسترالي، وبعض كبار اللاعبين الهنود بما في ذلك سوريش راينا وروهيت شارما ولاكشميباثي بالاجي.
يزعم المجلس الدولي للكريكيت بأن لديه "مراقبون" يتوجدون في المباريات الدولية لحماية اللاعبين من الأشخاص الذي يسعون للتلاعب بنتائج المباريات مسبقاً.
كما يشتمل وثائقي "المتلاعبون بنتائج مباريات الكريكيت: ملفات منور" على تسجيل لمكالمة هاتفية يزعم أن منور أجراها للحديث مع لاعب كريكيت إنجليزي غير مسمى، والتي يبدو أنهما نقاشا خلالها ترتيب نتائج المباريات. يسمع منور في هذا المقطع وهو يقول إنه سيرسل المال إلى حساب اللاعب.
قام خبير صوتيات بفحص التسجيل وخلص إلى أنه لم يتم التلاعب به.
نفى اللاعب الذي يعتقد أنه كان يتكلم مع منور أن تكون المحادثة قد حصلت وقال إن التسجيل ملفق.
في البرنامج الوثائقي الجديد، يتم تأكيد هوية منور ودوره في التلاعب بنتائج المباريات من قبل رجل عمل لدى صاحب المراهنات الهندي، والذي تلقى مكالمات منور حول تثبيت نتائج المباريات وقام بتسجيلها.
"شركة د"
كما تم تأكيد دور منور من قبل تحري هندي كبير هو الذي قام باعتقال سونو جالان، وهي شخص لديه سجل إجرامي طويل، بعد أيام من بث وثائقي الجزيرة الأول.
قال براديب شارما، الذي يكافح الجريمة المنظمة في أحد ضواحي مومباي، إن جالان أخبر الضباط بأنهم يعرف منور.
وقال شارما: "لقد قابله في دبي. كما أخبرنا بأنه مرتبط بـ "شركة د" فهو يشرف على المراهنات في "شركة د".
"شركة د" عبارة عن مافيا قوية في جنوب آسيا تعمل من داخل باكستان والهند ودبي، ويعتقد بأنه ضالعة بكثافة في التلاعب بنتائج المباريات.
رفض محامو فريقي إنجلترا وأستراليا الدليل الذي أتت به الجزيرة بينما لم يجب المجلس الدولي للكريكيت على أسئلة وجهت له بشأن منور.